حرب إستباقية أم وقائية

ون أدنى نقاش كان ( وربما مازال ) هناك حرب علنية إعلامية وإنتخابية وتكتيكية بين محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي وثلاثة اتحادات تعارضه علنا هي اليابان والسعودية وكوريا الجنوبية ....وقيل إن الكويت معها والكويتيون نفوا أنهم ضد شخص بن همام ولم ينفوا الإجتماعات التي تكرست ضده ....

شخصيا أنا من القارة الآسيوية وكل ما يهمني في شخصية من يقود أحد أكبر إتحادات العالم أن يهتم بي ( كبلد ) وأن يتفهم مشاكلي ويساوي بين الجميع ويقف على مسافة واحدة منهم وأن يطور من مسيرة الكرة في كل الإتحادات الأهلية سواء اكان ممثلا في الفيفا أو على راس الهرم القاري ..... وهنا ساكون مع أي شخص يوظف هذا الافكار وينجزها على أرض الواقع بغض النظر عن هويته وإنتمائه فغريب معي أفضل مع عربي ضدي ... ولكن عربي معي ومن بيئتي هو حتما افضل من اي مرشح آخر من بيئة وثقافة وفكر وخلفيات مختلفة وهذه ليست عنصرية ولا تعصب بل هي مصالح وطنية في عصر يعيش على المصالح ...

حتما لست من اصدقاء القطري بن همام ولا من أعدائه ولكني لا يمكن أن أصنف أنني من القريبين إليه أو نهجه او من يدورون في فلكه على أعتبار ان ماكتبته حوله منتقدا اكثر بكثير مما كتبته مادحا ولكن في النهاية يتبدل الكلام تبعا للمواقف التي يقوم بها بن همام..... لهذا سمعنا بإتحادات وصفوها بالمتضررة من بن همام كرويا تقف معه إنتخابيا مثل اليمن وسورية والعراق وكللها قالت إن الإتحاد الآسيوي ظلمها وبشدة فكيف ولماذا تقف معه بدون تحفظ؟؟؟؟

إذن هي لعبة المصالح والتكتيك والحروب الإنتخابية المصحوبة بتغطية إعلامية مثل القصف المدفعي أو الجوي المكثف في الحروب العسكرية ولكن الإختلاف في هذه الحرب ان العسكرية تقف (نسبيا ) مع من يمتلك السيطرة الجوية فيما الإنتخابية تقف مع من يسيطر على الأرض .....

وأنا شخصيا من محبي الدبلوماسية الهادئة ولكن ليس " السرية " ولا أحب الإثارة التي تحاول أن تضخم من الحبة وتُصوّرها على انها قبة والإعلام الذي يمشي على مبدأ "بدنا جنازة نشبع فيها لطم حتى نتمكن من جذب أكبر عدد من المشاهدين أو المستمعين او القراء " .... لهذا سبق وكتبت الأسبوع الماضي في صحيفة الرياضية السعودية ما يلي " ولكني وإن كنت مع الإختلاف إلا أنني لست مع طريقة الطرح التي تبدو في شكلها الخارجي قاسية بعض الشئ على كافة الاطراف بل مع النقاش الجدي والعميق والشفاف بعيدا عن اللهجة غير الودية لأن الإختلاف في وجهات النظر امر مشروع لابل مطلوب والتكتلات الإنتخابية أمور نسمع عنها منذ عشرات السنين وهي ليست محرمة ولا ممنوعة وهي مثل السياسة عرضة للتغيير تبعا للمصالح الوطنية مع بقاء الثوابت التي لاتمس مثل أن العرب يجب أن يتفقوا على شخصية المرشح الذي يجب أن يمثلهم خير تمثيل وبنفس الوقت يقف على مسافة واحدة من الجميع وحتما قد يقول قائل إن شخصية رئيس الإتحاد الآسيوي هي لكل القارة وليست للعرب وحدهم وعلى من يتقلد هذا المنصب ان لايفكر من وجهة نظر الدول التي ينتمي أليها بقدر مايجب عليه أن يكون منصفا للجميع وهذه حقيقة لايمكن لأحد أن يجادل فيها ولكن منطق الامور يقول إن البرازيلي يشد مع بلده أو قارته عندما يكون في الإتحاد الدولي ونفس الامر ينطبق على الألماني والروسي والكاميروني وكل من يتمثل في هيئة دولية ..... لهذا فليس عيبا أن ينصر المسؤول في هيئة دولية قضايا منطقته الجغرافية وبيئته الديموغرافية إن كانت تستحق فعلا أن يُنتصر لها ..... ومن أرتضى أن يعمل في الصالح العام عليه أن يتقبل الإنتقادات لأنها جزء من صيرورة الحياة المهنية وعندما ننتقد شخصا فنحن لاننتقد البلد التي يحمل جنسيتها ولا شخصه بل المنصب الذي يشغره والقرارات التي تصدر عن هذا المنصب ومنطق الامور يقول الشخصية القيادية تتحمل كل الافعال التي تصدر من مرؤوسيها لانها في النهاية صاحبة القرار الأخير ولهذا نسمع عن أستقالة مدير متحف مثلا إن ضاعت قطعة أثرية من متحفه رغم أنه لم يكن حارس ذلك المتحف ولكنه مسؤول عن أمنه وسلامة موجوداته وعن تكثيف الحماية له ..... "

من هنا أعتقد أن زيارة بن همام للسعودية كانت إما جزءا من الحرب الأستباقية او الوقائية وهي في النهاية حروب مشروعة من كافة الاطراف طالما انها ليست شخصية وتعتمد على المصالح الوطنية لكل دولة لأنها في النهاية ستصب في مصلحتنا كدول منضوية تحت راية هذا الإتحاد وهي ستكون وبالا علينا لو كانت مجرد مماحكات شخصية وهو ما لا أتوقعه ولا اتمناه

الله يعيط الف عافيه لاغلا

وتحياتي لكـ...

الله يعطيك 1000 الف الف عافيه